الرئيسية / علوم وتكنولوجيا / الدكتور المغلوث .. نحتفي باليوم الوطني بانجازات عظيمة واصلاحات جبارة

الدكتور المغلوث .. نحتفي باليوم الوطني بانجازات عظيمة واصلاحات جبارة

لقد تحققت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الكثير من الإنجازات العظيمة في فترة بسيطة ، وسط ثورة هائلة من الإصلاحات استطاعت إحداث تطورات كبيرة على كافة الأصعدة وتقدم حضاري ملحوظ وتنوع اقتصادي متين ومواكبة لكل جديد ومفيد يحقق للمواطن الأمن والازدهار ويحفظ لهذا الوطن الكبير مترامي الأطراف ومتعدد التحديات مكانته السياسية الشامخة والاقتصادية الضخمة والثقافية والاجتماعية الراقية ، فعلى الصعيد الاقتصادي فقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين عدداً من الإنجازات الاقتصادية الهائلة استطاعت المحافظة على الاستقرار والنمو الاقتصادي للمملكة دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي ، وكان من أهم وأبرز هذه الإنجازات الوقوف على قرار إطلاق رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، وخفض العجز للميزانية وتنويع مصادر الدخل غير النفطية وتدشين عدد من المشاريع التنموية والتعدينية .
تعد الإصلاحات الاقتصادية نقطة تحول تاريخية للاقتصاد الوطني ، حيث أن السياسات الاقتصادية التي نفذتها وقامت بها الحكومة الرشيدة في خفض العجز للميزانية ولا سيما مع النمو الكبير للإيرادات الغير نفطية هي سياسات ناجحة وتدل على قوة وحيوية الاقتصاد السعودي ؛ فالمملكة نجحت في خفض العجز رغم أن أسعار النفط لم تشهد تحسناً سوى في الربع الأخير من العام الماضي بسبب اتفاق منظمه اوبك على خفض الانتاج وهو تحسن طفيف بالطبع لكن السعودية من خلال رؤية 2030 الطموحة تنتقل باقتصادها إلى مرحلة ما بعد النفط والتي تعتبر بكل المقاييس والمعايير نقلة نوعية غير مسبوقة بشموليتها وعالميتها .
أن الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين إنجازات عظيمة وكبيرة وخاصة ما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية العملاقة التي دشنت في المنطقة الشرقية العملاقة في صناعة الطاقة والغاز وحقول النفط ومشاريع البحر الأحمر الأكبر سياحياً في العالم بأكثر من 50 جزيرة بكر تستثمر لتصبح من ارقى مشاريع العالم سياحياً ، والاتفاقيات العالمية التي نتجت عن جولة خادم الحرمين في شرق اسيا ومن أهمها الاتفاقيات التي لم يسبق لها مثيل مع اليابان وكوريا والصين ودوّل الخليج والأردن ؛ وهذا يدل على عظم حجم التنمية التي تتجه لها المملكة في ظل قيادتنا الرشيدة
وضعت رؤية السعودية 2030 ضمن أهدافها الاستراتيجية السيطرة على نسب البطالة المتنامية في المجتمع السعودي، وذلك بخفض معدل البطالة إلى 7 في المائة
حيث أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي أن الخطط التي تتبناها رؤية السعودية 2030 ستوفر التهيئة للعامل أو الموظف السعودي لدخول إلى سوق العمل
كما أكد أن الحكومة السعودية تخطط لبناء شراكات مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص ٬ بالإضافة إلى الشركات التي ستنشأ بناء على الرؤية والتي ستكون ملكيتها حكومية بنسبة عالية ، حيث سيكون لكل الخطط مجتمعة دور واضح في توفير فرص العمل
وفي جانب رأس المال البشري والاستثمار فيه ستضع الرؤية خطة للتدريب وتأهيل السعوديين للمنافسة في سوق العمل ، وربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق
إن مؤشر التنمية البشرية العالمي يعتمد على ثلاثة أركان رئيسة هي: متوسط العمر المتوقع، واكتساب المعرفة، ومستوى المعيشة، والمملكة بدأت تحقق إنجازات متلاحقة في هذه الأركان، وفقاً للمؤشر الذي أصبح وسيلة للتمييز بين البلدان من حيث التقدم والتأخر، وأيضاً وسيلة لقياس أثر السياسات الاقتصادية على نوعية حياة المجتمع.
المملكة تولي أهمية للتنمية البشرية وتعزيز رفاهية المواطن، وفي عدة مناسبات دولية أكدت المملكة التزامها بتحقيق التنمية المستدامة على المستوى الوطني وعلى الاستمرار بالتعاون مع شركائها لتحقيق التنمية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي، ورؤية 2030 اعتمدت على ثلاثة محاور؛ مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، كما اشتملت على العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تعنى بتحسين فعالية وكفاءة منظومة الخدمات الاجتماعية، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتسهيل الحصول على الخدمات الصحية وجودة الخدمة، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، وضمان تحقيق الأمن الغذائي والتنموي.
إضافة إلى ذلك بادرت المملكة بإطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تغطي مؤشر التنمية البشرية ، وفق منظومة متكاملة تعتمد على قياس النتائج ، إضافة إلى الاستفادة أيضاً من برامج الدول الأخرى للاستمرار في البحث عن أفضل الممارسات وتطبيقها، وتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية في الأجهزة الحكومية بحلول العام 2020 وزيادة الإنتاجية ، ورفع كفاءة الإنفاق واتباع المنهجيات الحديثة في تطوير الأعمال.
وفي إطار رؤية المملكة 2030 والهادفة إلى وضع أسس فاعلة ومرتكزات أساسية لمستقبل المملكة ، من خلال استحضار سلسلة من المبادرات التي تستهدف تقليص الاعتماد الرئيس على النفط ، من خلال إيجاد روافد كثيرة لدعم الاقتصاد الوطني، يأتي من ضمنها القطاع السياحي
أتت مبادرة «مواسم السعودية 2019» والتي تعتبر نتاج جهود عدة جهات حكومية ، عملت منذ منتصف عام 2018 على إطلاق هذه المبادرة
مثل هذه المواسم تعد تجربة رائدة وجيدة لإيجاد كوادر وطنية مدربة وجيدة تعمل في اعداد وتنظيم فعاليات متنوعة لكافة الفئات وفق قيمنا وعاداتنا وتعتبر أثر ايجابي كبير على مزاج المجتمع ، لجذب المواطنين والمقيمين لهذه المواسم وهو ما يشجع السياحة الداخلية و نجاح الكوادر الوطنية في تنظيمها بمهارة واقتدار واقتطاع جزء ولو يسير في هذه المرحلة من كعكة السياحة الخارجية و توفير العديد من فرص العمل المؤقتة أو الدائمة امام الكوادر الوطنية
مبادرة المواسم السعودية خطوة نحو تعزيز ثقافة جديدة في مجتمعنا لم تكن بالسابق بهذا الحجم ، ونود بأذن الله ان تكون لدينا صناعة المواسم لما فيها من عوائد ثقافية ومالية في ظل انفاق السعوديين نحو 100 مليار ريال على الترفيه الى ان مثل هذه المواسم ستسهم في توفير النفقات وترشيد معدل الانفاق على السياحة الخارجية التي يلجأ اليها نحو 36% من الأسرالسعودية

الكاتب والمحلل الاقتصادي
الدكتور عبدالله المغلوث
عضو لجنة الاستثمار في غرفة الرياض

رؤية المملكة 2030 تولي اهتماما كبيرا بالصناعة الوطنية وتدعم القطاعات الواعدة وتسعى لإنجاحها لتكون دعامة جديدة لاقتصادنا الوطني ، ففي قطاع التصنيع تعمل المملكة على توطين قطاعات الطاقة المتجددة والمعدات الصناعية ، حيث إن من التزامات الرؤية توطين الصناعات العسكرية ، والأثر الإيجابي لتوطينها لا يقتصر على توفير جزء من الإنفاق العسكري فحسب، بل يتعداه إلى إيجاد أنشطة صناعية وخدمات مساندة كالمعدات الصناعية والاتصالات وتقنية المعلومات، مما يسهم في خلق فرص عمل نوعية في الاقتصاد الوطني، إذ وطننا من أكثر الدول إنفاقا في المجال العسكر
وبالفعل بدأت المملكة تطوير بعض الصناعات الأقل تعقيدا من قطع غيار ومدرعات وذخائر، وتواصل هذا المسار إلى أن تصل بإذن الله إلى توطين معظمها، وتتوسع دائرة الصناعات الوطنية لتشمل الصناعات الأكثر تعقيدا مثل صناعة الطيران العسكري، وبناء منظومة متكاملة من الخدمات والصناعات المساندة، بما يسهم في تحسين مستوى الاكتفاء الذاتي ويعزز من تصدير المنتجات العسكرية لدول المنطقة وغيرها من الدول. وتعمل القيادة الرشيدة على تحقيق ذلك من خلال استثمارات مباشرة وشراكات استراتيجية مع الشركات الرائدة في هذا القطاع، بهدف نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع والصيانة والبحث والتطوير، كما تقيم مجمعات صناعية متخصصة ومتكاملة تضم الأنشطة الرئيسة في هذا المجال، إضافة إلى تدريب المواطنين وتأهيلهم للعمل في هذه الصناعات.
ويعتبر القطاع الصناعي من أهم روافد اقتصاد المملكة، وتجلى ذلك في الرؤية المباركة التي أوضحت الدعم الذي سيلقاه هذا القطاع ليكون لاعبا أساسيا في صناعة المستقبل، حيث سيظل القطاع الصناعي على درجة كبيرة من الأهمية كونه يلعب دورا رئيسا وفاعلا في عملية التوازن الاقتصادي لبلدنا، وليس ممكنا للقطاع الصناعي السعودي أن ينتعش ويرتقي ويستعيد قوته دون الوقوف معه ومساندته، بعيدا عن البيروقراطية وإشكالاتها الكبيرة، وقد بدأت بالفعل المملكة في الصناعات الثقيلة ورأينا أن الاتجاه حاليا إلى تجميع المعدات داخل المملكة وبأيد وطنية، وهذه خطوات محمودة وذات أهمية كبرى، وإذا نظرنا حولنا نجد أن معظم النمور الآسيوية بدأت بهذه الكيفية، ولكن بعد فترة بدأت في تصنيع الأجهزة ومكوناتها، فكيف نصل لهذه المرحلة؟

شاهد أيضاً

“السعودية للاستثمار الجريء” تستثمر 112.5 مليون ريال في صندوق شركة IMPACT46 الثالث

أعلنت الشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC) استثمار 112.5 مليون ريال في صندوق شركة IMPACT46 الثالث.وتعد …

Translate »